الجيش.... والعلمانية.... والخيارات المطروحة
كتب : خالد غريب
لم اكن اتصور ان المؤسسة العسكرية تم اختراقها وعلمنتها العلمانية الكاملة او على الاقل اختراق عدد مؤثر من قادتها فكريا ..... بنفس الادوات التي تم بها صناعة جهاز شرطة ... يتبنى الفكر العلماني ويدافع عنه ... بل وتم بناء عقيدة فكريه بأن عدوه الفطري هو ( المسلم المتدين ) .... وكانت جميع الدورات التدريبية في امريكا في مراكز مكافحة الارهاب هناك هي عبارة عن مطاردات واطلاق النار وحصار ...اشخاص يرتدون الجلباب ويضعون لحية صناعية في وجوههم ...... فضلا عن الدورات المتخصصة النفسية في مراكز بحثية امريكية تابعة لجهاز الاستخبارات الامريكي ..متعلقة بعلم النفس التطبيقي وكانت تلك الدورات خاصة لضباط امن الدولة وهي كانت دورية سنوية ......... اما الغريب ان تكون تلك الآليات والادوات كان قد تم ادخالها لبعض وحدات الجيش المصري ........ ولكن مما لا شك فيه وبعد تلك المجازر ( مجزرة الحرس الجمهوري - ومجزرة المنصة ) والتي كانت تتميز باطلاق النار المباشر على الشباب في الصدر والرأس ...... تؤكد ان المسألة اكيدة وان فلسفة الاعداء الآن وربما طمأنينة النظام العالمي وموافقتها ومباركتها على تغيير الانظمة السابقة العميلة لها بعد ثورات الربيع ... هو الاعتماد على المؤسسات الامنية في المنطقة وبالخصوص في مصر ......وفعلا اثبتت القوى الامنية ( جيش وشرطة ) انهم تحت السيطرة الكاملة لما يسمى ( المركز ) وهو النظام العالمي الجديد.............
وعليه يجب اعادة النظر تماما في فلسفة المرحلة .... والتفكير على اسس المستجدات التى كشفت تحولات كبيرة كان قد تم العمل لها بمنتهى الدقة لم تكن واضحة منذ ثورة يناير حتى الآن ( عقيدة المؤسسة العسكرية ).....ويجب وضع اسس جديدة على رأسها :
أن المنطقة كلها لازالت تحت الحكم الديكتاتوري والاحتلال الفكري والهيمنة الشاملة ...من النظام العالمي ..... وما حدث من ثورات عربية ...لم تكن الا مرحلة تغيير عملاء انتهى دورهم ..... لدفع وكلاء آخرين مناسبين للمرحلة الجديدة ..
وبالتأكيد عنصري اخافة الغرب في المنطقة هما :
1- امن اسرائيل
2- الاسلاميين
والمسألة الاولى اتضح لنا كم الضمانات على الاقل من الجيش المصري التى اعطت لامريكا بخصوص ذلك ... وليس اخرها خلق ذرائع في منطقة سيناء الحدودية لدفع قوات اضافية للمنطقة الحدودية ليس لشيئ الا لحماية الحدود الاسرائيلية .....
اما الاسلاميين ... فها قد كان الانقلاب الدموي العسكري لاسقاط وتشويه الاسلام السياسي اكبر دليل على احترام الجيش لتلك الضمانات التي اعطاها لامريكا ونظامها العالمي الجديد .....
وهنا سيصبح امامنا طريقين لا ثالث لهما :
الاول : هو الاستمرار في حلم الثورة .. ولكن نقلها من مرحلة الحلم الى الواقع والدفع لتحرير الاوطان من الهيمنة العالمية والدخول في مواجهات مع اجهزتهم الامنية في الداخل ( جيش وشرطة ) ورسم المستقبل الجديد وهذا ممكن ولكن علينا توقع خسائر كبيرة ....ليست آخرها مجزرة المنصة ... ونترك مثاليات الجمل السياسية البراقة .... ونتكلم على المكشوف .........
الثاني : هو قبول الاستمرار تحت الهيمنة العالمية ..... ومحاولة الحصول على بعض المكتسبات الجزئية والتي سيسمح بها وكلاء النظام العالمي ....وفي هذه الحالة يمكن قبول بعض المبادرات المطروحة بحسن نية من حكمائنا العقلاء ........وننتظر ان يرسل الله قوما غيرنا ثم لا يكونوا امثالنا
خالد غريب
تعليقات
إرسال تعليق